Scroll to top

كتاب بنت البلد: مريم صالح بن لادن

عطف طبيبة الأسنان والسباحة الماهرة الدكتورة مريم صالح بن لادن على الأطفال الأيتام عطفاً كبيراً، وهي تسبح من أجل الأيتام، فبعد أن تحققت الشهرة في السباحة بعد نجاحها، تستطيع حينها أن تحكي بصوت عالٍ ومسموع لمتابعيها عن قضية الأيتام

رسالة مريم إنسانية وذكية جداً ياأصدقائي، فهي دمجت مابين هوايتها وقضيتها في آنٍ معاً

فالإنسان الخلوق هو من يهتم بالقيم والمثل الإنسانية في مجتمعه بجانب اهتمامه بنجاحه الشخصي

كانت مريم منذ صغرها تسعى بكل إرادتها إلى تحقيق حلمين:

الحلم الأول: أن تصبح طبيبة؛ لأنها تحب مساعدة الناس كثيراً، ولاتطيق أن تراهم يتألمون

أما الحلم الثاني: فهي أن تعبر القناة الإنجليزية سباحة، والتي تعد إفرست السباحات

كبرت مريم وتخصصت في طب الأسنان في الجامعة، كما أكملت الماجستير في التخصص نفسه

وبعد أن حققت الحلم الأول، بدأت تسعى بتوفيق من الله؛ لتحقيق حلمها الثاني

بدأت مريم بسعيها في تحقيق حلمها في السباحة، وخلال التدريبات الكثيرة، استطاعت أن تصل إلى أرقام قياسية في السباحة في مختلف المناطق، والتي لم تتوقع في يومٍ من الأيام أن تجتازها

فهي أول إمرأة في التاريخ وثالث شخص يعبر <<نهر التايمز>> سباحة، وهي أول سبّاحة في التاريخ يسبح <<قناة خور دبي>> في تسع ساعات وعشر دقائق، رغم أن السباحة تحدٍ قاسٍ حينها، حيث أنها كانت في الظلام

مريم أيضاً ياأصدقائي هي أول إمرأة عربية تسبح مضيق الهيلسبونت من آسيا إلى أوروبا، كما نجحت بجانب ذلك باجتياز القنال الإنجليزي، قاطعةً مسافة <<39.7 كيلو متر>> في إحدى عشرة ساعة وواحد وأربعين دقيقة؛ لتصبح أول خليجية تحقق هذا الإنجاز التاريخي

كانت هناك مخاوف كثيرة استطاعت أن تتغلب مريم عليها، فقبل أن تسبح في نهر التايمز مثلاً كانت المياه ملوثة للغاية، لذلك أخذت التطعيمات اللازمة؛ لتحمي نفسها من الإصابة بأمراض خطيرة، أما في القناة الإنجليزية حيث حلمها الثاني، فقد تعرضت لكثير من لسعات قناديل البحر، وكانت التيارات المائية حينها قوية

دائماً ماتردد مريم أن كل التحديات التي واجهتها استطاعت التغلب عليها بالتدريب المستمر، وقوة التحمل والإرادة

أما إنجازات مريم مريم الإنسانية، فلا تتوقف، وواحدة من هذه الإنجازات هي افتتاحها منذ سنوات قصيرة مركزاً لطب الأسنان لرعاية اللاجئين السوريين في مخيم الأزرق في الأردن؛ ليخدم أكثر من خمسة وخمسين ألف طفل وإمرأة بالمجان

وبهذه الإنجازات يارفاقي استطاعت مريم الخلوقة أن تطور نفسها، وتخدم مجتمعها في آنٍ معاً، فهلّا اقتدينا بها؟